رواية سرق قلبي الفصل الأول
للكاتبة زينب محروس
- أنا لقيت البنت اللي أنت بتدور عليها.
وليد ابتسم ب خبث و قال:
- هي فين؟؟
- ساكنة في شقة جنب شقتكم القديمة.
بصله وليد بضيق و قال:
- انت هتنقطتني يا ماجد! ما تقول كل اللي عندك.
ماجد بجدية:
- أهلها طردوها بسبب مشكلة من حوالي سبع سنين و من ساعتها و هي قاعدة في العمارة عندكم، و دلوقت شغالة معيدة في كلية التربية، و مش متزوجة و عندها ٢٧ سنة.
وليد باهتمام:
- اسمها ايه؟
- نِهاد....نِهاد عادل الخولي.
وليد كان بيفكر في اللي هيعمله، ف ماجد سأله بفضول:
- هتعمل ايه دلوقت بقى؟
وليد قام وقف و هو بيقفل سوسته الچاكت الجيلد بتاعه و قال:
- هروح لها
ماجد باستغراب:
- دلوقت؟....دي الساعة ٢
- دا اكتر وقت مناسب.
بعد نص ساعة كان واقف قدام باب العمارة، طلع العمارة و دخل شقة أهله اللي كلها تراب بسبب عدم وجود سكان، فتح الباب بنسخة مفتاح كانت معاه، دخل و هو بينور ب فلاش فونه، لحد ما وصل بلكونة اوضته اللي كانت مجاورة لبلكونة في شقة نِهاد، اتنقل بين البلكونات باحترافية، و كأنه متعود على كدا، استخدم أداة معاه عشان يفتح بابا البلكونة و بالفعل فتحها و لما دخل الأوضة كانت تخص نِهاد.
كان بيتحرك ببطء في الأوضة و هو بيدور عن حاجة، بس قبل ما يكمل لقاها داخلة الأوضة و بتدندن و في إيدها طبق فيه حلويات.
كانت رافعة شعرها بشكل عشوائي، و لابسة منامة شتوية لونها أبيض، مقدرش يلحق نفسه و يتخبى، و لسوء حظه شغلت نور الأوضة لتاخد الصدمة من وجوده، و الطبق اللي في أيدها وقع على الأرض.
و هنا بقى كانت الصدمة من نصيبه لما هي قالت بغضب:
- يالهوي الطبق اتكسر، عجبك كدا؟ هو في حد يخض حد كدا؟؟
لحسن الحظ كان ملثم و مكنش باين من وشه غير عيونه الخضرا و رموشه الكثيفة، بحركة سريعة كان واقف وراها و خبطها على رقبتها و لما فقدت الوعي هو قال:
- هو أنا ناقص عبط! مش لاقين غيرك يحتفظوا معاكي بالورق!
شالها حطها على السرير، و بدأ يدور في الشقة كلها على الأوراق اللي عايزها.
نزل ما البيت و الفجر بيأذن، كان ماجد منتظره تحت و اول ما شافه سأله باهتمام:
- لقيت الأوراق؟؟
وليد بضيق:
- لاء
- طب و هتعمل ايه؟
وليد ابتسم لما افتكر شكلها و قال:
- البنت دي شكلها عبيطة، أنا هتصرف معاها....يلا بينا نصلي.
ماجد سقف و هو بيقول:
- الله عليك يا وليد باشا، حرامي ايوه بس عندك مبادئ.
وليد بصله بطرف عينه و قال:
- مش هرد عليك!
تاني يوم الصبح، قامت و هي حاسة بوجع في رقبتها، و ثانية واحدة و اتفتحت في الصويت لما افتكرت اللي حصل امبارح و إن كان في حد غريب في شقتها.
قامت بسرعة تتأكد إن فلوسها و دهبها موجودين و بالفعل لقتهم زي ما هما، استغربت جدًا، ليه واحد يتسلل ل شقته في نص الليل و في الآخر ميسرقش حاجة!
همست لنفسها ب عته و قالت:
- اكيد صعبت عليه! أنا غلبانة أصلا.
خرجت من الجامعة بعد ما خلصت شغلها، و كالعادة دخلت تتغدى في مطعم مجاور للجامعة و مش واخدة بالها من اللي بيراقبها و دخل وراها، قعدت أكلت باستمتاع و هو بيراقبها، لحد ما سمعها بتتكلم في الفون و بتقول:
- أنا في المطعم يا نور تعالي و نروح سوا، أنتي عارفة إني مش بحب اروح عند خديجة لوحدي، ابوها ده نظراته غريبة، مش عارفة رجل اعمال ازاي ده!
سكتت ثواني و رجعت قالت:
- خلاص انا هعدي على المحل اللي هنا اجيبلك الجاكت اللي انتي عايزاه على ما تيجي يلا سلام.
همس لنفسه باستغراب:
- معقول دي خديجة نفسها بنت وائل المنشاوي!
بالفعل راحت اشترت الجاكت و لما جت خارجة من المحل الباب صفر، العمال وقفوها بسرعة و هما بيتهموها بالسرقة.
حاولت تدافع عن نفسها فقالت:
- أنا مش ممكن اعمل حاجة زي كدا، أنتم اكيد غلطانين.
واحد من الأمن:
- يا فندم هو حد فينا كلمك! ما الجهاز هو اللي صفر، و شغلنا دلوقت نفتشك.
اتنفست بضيق و رجعت لهم الشنطة تاني و بالفعل كان في طرحة ستان مع الجاكت، اتصدمت لما شافتها و قالت بسرعة:
- أقسم بالله ما أعرف عنها حاجة، أنا أصلا مش محجبة عشان أسرق طرحة!
راجل الأمن بصلها بتوعد و قال:
- اتصلوا بالشرطة فورًا.
عيونها دمعت و قبل ما تنطق أتدخل وليد اللي قال:
- مش غلطها.
وقف جنبها و كان عاقد دراعته قدام صدره و بيتكلم بثقة:
- انا واقف و شايف كل حاجة، البنت اللي عندكم هي اللي حطت الطرحة مع لبس الآنسة.
رجل الأمن:
- و احنا هنعمل كدا ليه يعني؟! هنستفيد ايه؟؟
وليد باختصار:
- متوجعش دماغنا مش عندكم كاميرات؟ راجعوا الكاميرا.
بالفعل شافوا تسجيل الكاميرا، و زي ما هو قال حصل بالظبط، ف مد ايده ل نِهاد و قال:
- اتفضلي يا مدام.
اتحركت من المحل و هو وراها بعد ما لف و غمز للبنت اللي كانت في المحل و هو كان متفق معاها، و دي كانت خطته عشان يلفت انتباه نٍهاد لوجوده، و أول خطوة عشان ياخد منها الملفات.
اول ما خرجوا من المحل، نهاد رجعت شعرها لورا و قالت بامتنان:
- متشكرة جدًا لحضرتك.
- العفو يا مدام.......
كملت هي و قالت:
- نهاد، اسمي نهاد.
ابتسم و قال:
- عاشت الأسامي، تحبي اوصلك لمكان؟ أنا معايا عربيتي.
ابتسمت و قالت:
- شكرًا لذوق حضرتك بس صاحبتي جاية دلوقت، و ايوه صح أنا آنسة مش مدام.
اتكلم بتفاجئ و كأنه ميعرفش:
- بجد! الرجالة مفيش عندهم نظر و لا ايه! ازاي القمر دا لحد دلوقت مش متجوزة.
ابتسمت بخجل و قالت:
- اعتبر دي معاكسة!
ضحك وليد و قال بمشاكسة:
- لاء هي معاكسة فعلاً.
ضحكت جامد فظهرت غمازة خدها الشمال، و لوهلة عيونهم اتقابلت، ف هي قالت و هي بتحاول تفتكر:
- هو إحنا اتقابلنا قبل كدا؟؟
قال بثبات:
- كنت اتمنى، بس دي اول مرة نتقابل، بس اشمعنا يعني؟؟
ردت عليه نِهاد بتوضيح:
- حاسة إني شميت ريحة البرفيوم بتاعتك دي قبل كدا، و كمان أنت نفسك حاسة إني شوفتك بس مش فاكرة فين و لا امتى الصراحة.
رد عليها بنفي:
- لاء أبدًا دى أول مرة نتقابل، و لو على البرفيوم ف كدا كدا نص مصر بتحط منها.
حركت كتفيها بلامبالة و قالت:
- ممكن! على العموم شكرًا مرة تانية، بعد إذنك بقى عشان هقابل صاحبتي عند المطعم ده.
أصر إنه يتمشى معاها و ينتظر صاحبتها لحد ما تيجي و تاخدها.
في الڤيلا الخاصة ب وائل المنشاوي، نهاد خرجت تتكلم في الفون في الجنينة و هي راجعة للبنات اتقابلت في وائل اللي كان كالعادة بيبصلها بنظرات مش كويسة، ابتسم و قال:
- ازيك يا آنسة نهاد، عاش من شافك.
نهاد بضيق:
- الحمدلله كويسة بعد إذنك.
مسكها من ايدها عشان يمنعها تمشي و قال:
- كنت عايز اخد رايك في حاجة يا ست البنات.
بعدت ايده عنها و قالت:
- مش وقته عشان مستعجلة بعد إذنك.
وقف قدامها وقال:
- مش هطول عليكي، ايه رأيك نتجوز؟؟!!!
يتبع.................
لقراءة الفصل الثاني: اضغط هنا
بقلم زينب محروس.