رواية عطاء الفصل الأول للكاتبة زينب محروس

 

رواية عطاء الفصل الأول

 للكاتبة زينب محروس

 

 

 

ابطال مسلسل اسمعني هازال | TikTok 

 

 

 

 

- انت عايز تتجوز واحدة قد أمك بس عشان الفلوس!!

يوسف ب لا مبالاة:
- يا عم و ماله، هتجوزها يومين و هاخد قرشين و اسيبها، و اهو على الأقل اترحم من وش مرات ابويا يومين و لا حاجة.

سعد ب فضول:
- على كدا بقى عروستك دي عندها كام سنة، و لا عايزة تتجوزك ليه.

يوسف بجدية:
- معرفش عندها كام سنة و الله، بس اسمها عطاء يبقى اكيد كبيرة في السن، إنما عايز تتجوز ليه فأنا معرفش، بس هبقى استفسر بعدين.

سعد بتكشيرة:
- و الله أنا مش عارف ايه اللي بتعمله في نفسك ده، ربنا يهديك يا يوسف، أنا ماشي.

الاتنين مشيوا من القهوة اللي كانوا فيها، و كل واحد كان متجه لمكان معين، و في الطريق يوسف وقف يستنى تاكس، ف لمح ست عجوزة على باب الله بتبيع ورد، و لما قربت من عربية شاب راكن على جنب الطريق، ثواني و كان الراجل بيرمي المناديل تبع الست و بيزعق لها.

هنا بقى ظهرت بنت جميلة، كانت لابسة سون بيچ و رافعة شعرها ديل حصان، قربت من الست و نزلت جاب المناديل عن الأرض و عنفت الشاب جامد على اللي عمله، و بعدين باست دماغ الست و اخدت منها المناديل مقابل مبلغ مادي كبير بالنسبة لكونهم عشر علي مناديل.






كان يوسف متابع دا كله و هو بيبتسم، و بعدين بس للبنت و هي ماشية و قال بإعجاب:
- لو الواحد يتزوج من بنت زيها كدا مش هيبقى عايزة حاجة في الدنيا، جمال موجود و دلال اكيد تلاقي دا غير إن شكلها محترمة و عطوفة.

يوسف رجع البيت اللي كان عبارة عن شقة في حي كويس، و كان أساس البيت شكله جديد، اول ما دخل كانت مرات أبوه قاعدة في وش الباب و مستنياه، اول ما شافته قالت:
- أنت نورت يا استاذ يوسف! يارب تكون لقيت شغل.

يوسف بإحراج:
- لسه يا ماما سمر، بس و الله بدور و إن شاء الله هلاقي متقلقيش.

سمر بتهكم:
دا ايه السواد اللي انا في ده، أنا عارفة إنك مش وش شغل، بوزك فقر زى أمك، هي و ابوك ماتوا و سابوا لي علة على علتي.

سكت و هو مش عارف يرد يقول ايه، فهي اتكلمت و هي قايمة:
- عمومًا معملتش أكل، لما تبقى تشتغل تبقى تاكل.

سابته و دخلت اوضتها، فهو اتنهد بحزن، و هو بيحاول يصبر نفسه على المرار اللي  عايش فيه، يادوب خلص كلية من كام شهر و من ساعتها و هي بتزن عليها عشان يشتغل و يصرف على البيت مع إنها بتقبض معاش أبوه الله يرحمه و كمان ايوه سايب له شقة هي بتأجرها و بتاخد فلوسها.







اتفتح باب الأوضة و خرجت بنت عندها حوالي عشر سنين قربت منه و مسكت ايده و هي بتقول:
- تعال معايا يا يوسف.

دخل معاها اوضتها، ف جريت على شنطة المدرسة بتاعتها و طلعت اللانش بوكس بتاعها و قالت:

- أنا سبتلك السندوتشات بتاعتي عشان تاكلها، و متنامش جعان زي كل يوم، و بعد كدا هسيبلك السندوتشات بتاعتي، و لما أنت تشتغل و يبقى معاك فلوس خلينا نمشي من هنا، ماما وحشة و مش بتحبك، بس أنا بحبك أوي يا يوسف و مش بحب ماما.

مسح الدمعة اللي نزلت على خده و قال:
- لاء يا لولو السندوتشات دي بتاعتك لازم تاكليها عشان تكبري يا حبيبتي و تبقى صحتك كويسة، و متقلقيش عليّ أنا أكلت بره مع سعد.

حركت دماغها برفض و قالت:
- لاء يا يوسف أنا عارفة إنك مش معاك فلوس، و اكيد مأكلتش بره.

ابتسم بحزن و قال:
- لاء اكلت يا لمضة، متقلقيش عليا كلها فترة و الظروف تتعدل إن شاء الله، تعالي بقى خلينا نشوف ذاكرتي اللي انا شرحتهولك امبارح في الرياضة  لا لاء.

تاني يوم الصبح كان يوسف قاعد في مطعم راقي، مع شاب أكبر منه بخمس سنين، كان لابس بدلة، و بيتكلم بجدية فقال:
- لازم تعرف إنك في الجوازة دي مش هيكون ليك أي حقوق شرعية، دا جواز مؤقت.

يوسف بفضول:
- طيب هي ليه عايزة تتجوز؟

المحامي بجدية:
- و الله إجابة السؤال ده عند عطاء هانم لو حبت تقولك السبب تقول محبتش هي حرة، المهم دلوقت لازم تقرأ الشروط اللي قدامك دا كويس، لأن مدام عطاء مش حابة يكون في أي سوء فهم في الموضوع.....و زي ما اتفقنا لما الموضوع يخلص هيتم الطلاق و ساعتها هتاخد المبلغ اللي أنا اتفقت معاك عليه، و كمان الوظيفة اللي أنت تختارها.

يوسف هز دماغه باقتناع و بعدين سأله:
- طيب هو أنا مش هشوفها و لا أقعد معاها قبل كتب الكتاب!

المحامي شرب من فنجان القهوة اللي قدامه و قال:

- متقلقش كلها يومين و تشوفها، و معاك بقى بعد كتب الكتاب ابقى اتعرف عليها براحتك، هتبقى معاك في نفس البيت....

 

 

 

 


يوسف تتنهد و أخد الملف اللي قدامه و قام عشان يمشي، ف المحامي قال بتذكير:
- خليك فاكر يا يوسف الجواز صوري.

يوسف خرج من الكافيه و هو بيهمس لنفسه بسخرية:
- قال أنا يعني هبص للكحكوحة دي.

افتكر صورة البنت اللي شافها الصبح، فقال بإعجاب:
- يا سلام لو تحصل معجزة و اتجوز اللي شفتها الصبح دي.....دي تبقى معجزة ب حق و حقيقي.

أخيرًا جه يوم كتب الكتاب، يوسف لبس بدلة، و وقف في اوضته و هو بيفكر على يتراجع، و لا يكمل عشان يخلص من زن مرات ابوه و تأنيبها ليه كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة.
 
 

يتبع...........



لقراءة الفصل الثاني: اضغط هنا



بقلم زينب محروس


 

 

 

 



Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne